الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

~تخليت عنك~

الآن على هذا الصفحة الجديدة و أظن أنها الأخيرة عنك، ليس لديك أدنى فكرة كم لبثت من الوقت حتى أتخذ هذا القرار ' تخليت عنك '.
الآن و الآن فقط تخطيت حدود نفسي في التمسُك بك، لم أكُن أعي كم هي مؤلمة "أحاسيس الفتيات" عندما تمنيتك.. ههه عذراً، لم أكن أُصنِف نفسي منهن من الأساس، فقد كُنت أراهُن ضعيفات. إنها الشِهور تتلاشى تِلو بَعضَها و أنا أتخيل الدُنيا و هي تجمعني بك، عجباً.. أعرف تفاصيل حياتك بل و أحياناً يومياتك التي قد لا تبالي لها أنت.. ليس حُباً لا تتفاخر، فقط كُنت أحفظها لنختصِر ساعات التعارُف التي تَذوب معها القلوب تمنياً و لهفة و ليس هروباً من تلك اللحظات بل أنا التي "لا تجيد الخَجَلْ" و كيف لي أن أخجل و أبعد نظري و من يظفُر بعينيك غَيري، لماذا لا تزال بعيد؟ على كل حال عالمك لا جديد فيه، أنا هنا لك. ليس لدي وقت لأشتكي لك من تلك الحواجز التي تمنعني عنك فأنا الأن قررت الآن 'تخليت عنك'، لا أُريد ثرثرة العُشاق هذه.. قد تؤلمني فيما بعد. و لكن لابد أن أقول لك بعض من تلك الثرثرة التي في داخلي فإن لم أُسْرِد كلماتي الآن لمن أحكيها في الغد؟! 
-أصدقائي مشغلون و أنا أظُن أنهم مَلوْا حديثي عنك و المُضحك أنهم لن يصدقونني إن قُلت أنني تخليتُ عنك.
-القهوة ☕ نعم! القهوة و أنا نغتاب قِصصك، كِتاباتك، أحاديثك و أحياناً أصدقائك.. لا نَستَلطِف بعضعم بالأخص 'أقربهم' منك في الحقيقة لم أتعلم حُب الخير إلى هذا الحد، فذَاكَ القُرب إنتَظَرته أنا أكثر لأمتلك مقعدي و سعادتي بك، كيف لهم أن ينالوه بهذه السُهولة لمُجرد أن الأيام جمعتهم بك صُدفةً و من ثم أحبوك.. ألا لي الحق أن أبغضَهم و لو قليلا، أنا التي أحبتك و لم تنصِفها الصُدَفْ إلى قَلبك أبد.. أحببتُكَ من وراء ورق و على هذه الورقة الآن أختبر مقدرتي على التخلص منك.. ما هذه الثرثرة؟! ليس هذا ما أردت قوله. المُهم، لم تُخبرني لماذا أرى كل هذه الوِحدة في كِتاباتك أرى أنه لم يكفيك كل ما نَثَرتْ لـِ تَتَخَلَص من حنين أشواقِك، لا يستَجيب قلبك للألم، لن يتَعوده! برغم ما قضاهُ الغياب بينك و بين كل من أحببته، بحجم ما إستنزفَك الوداع في غُربة الأصدقاء، لا تستوعب بُعد الأحبة؟! -مثلي صحيح، لا عليك أنا هنا لك، أشكي ألمك مع مُقتَطفات الجُمَل المُحرَقة بـِ الحنين.. لعلني أخفف. 

أتعلم أنني لا أغير؟! حقا لا أفهم لُغة الغيرة، و لكني أستاء قليلاً من تِلك الغريبة التي تظل بـِجانبك "أعرفُها" و لكني أُسميها غريبة أملاً مني أن تظل غريبة عنك.. لا تُحاورها كثيراً فأنا أظُن أنها خُلقت للحُب.. إن وقعت في حُبها سـ تحكُم عليَّ طوعاً أن أُناديك "أخي في الله" ما تبقى من هذا العُمر و لكني لستُ قَلِقَة الآن فأنا قَررت و تخليتُ عنك.
.. ماذا عليَّ إذا ذهبت، و تركتُكَ للـخِلودِ كما أنت؟
سأترُك لك هذه الصفحة تَتنقل فيها متى مَللت و متى ما إحتَجت لـِ دِفء الحُضن الذي لمْ أنله، فقط دَع الكلمات تتكاتف لتضُمك "سَـ تَدفأ" فأنا هُنا لك.. أحببتُك أكثر مما خذلني القدر. لا عليك، سـ أترُكك للخِلودِ كما أنت. من منا لم يُخذل؟  من منا لم يَرمي بعض الأماني عندما أرهقَه الإنتظار؟ الآن "قلبي يؤلمني!"، أتعتقد أنه تراجع عن قراره؟...ثرثرة!

أعتذر.. قد عاد النبض يجري بشكل جيد، تلك الثرثرة كانت خارجة عن الوعي، إعتقدها قلب المريض ثرثرة عاشق سئم الإنتظار، في الحقيقة هذا القلب إعتزل الحياة منذ أشهُر و تَفَرَقَ للإنتظار.. لم تكن إلا ثرثرة مُشتاق لم يجد مَعشوقه إلا على الورق فأخذ نبضه يتباطئ من إرهاق المسـافة، لا عليك إن قرأتها فأنا هنا لك، لنَعِش حُب الخُلود متى قررت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق