الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

يا حبيبي أنْتَ شَاعِرْ

لم آتي لهذه الصفحة كي أُحبك اليوم.
يمتلئ العالم الآن بالأحداث و الأفراح تأتي دون عناوين، و إعلم أن لي أولويات غيرك أُمارِسها.. لستَ حديثي الدائم لكنَ قلبي يهوى سِيرَتَك منذ أن إكتشف عالمَك.
فقط، سمِعت أنك من أهل الشمال، كم هُمْ مُتحابين فيما بينهم و يَظلون فيما بينهم و ...
                "فأردتٌ أن أُعيركَ نصيحتي ❤"

   -إن أقبلوا عليك و أرادوا أن يُزوجوك، تذكر فقط أنهم لا يبحثون عمّا بِداخلك "يعرفونك" ولا يفقهون مشاعِرك، إن أرادوا أن يضموكَ عليهم بإحداهُن!
قُلْ لهم: " أنا شاعر! هُناكَ من يعيش بِكلِماتي،
قُلْ لهم: هيَ هُناك.. كَمْ تَمنَتني و لَمْ أجِدُها، و لكنها تظلُ لي، هناك من وعدتها كلماتي دونَ قَصدُ مني؛ فلا أخذِلها ولا تخذلني".
   -لا تَرفُض مَنْ عَشموها بك بقسوة و إقبل بها إن تأسى قلب والدتك ولكن، لا تقبل دون نِزاع..
قُلْ لها يا أمي.. أن وعد الحروف لا يُمحى كمن دخل القلب نصيباً و نصيباً تلاشى مع الأقدار، و أنكَ قد لا تعلم ما مقدار شقاء التي أحبتك إن ظللت بعيداً عنها و أنت قريباً لها بالكلمات؟! و لكنك تَعِي مقدار الحنان الذي بداخل كلماتك، تَعِي مشاعرها التي تحترق مع تلك القهوة التي لا تَحتَسيها أبد إلا بين الكلمات.

"قُل لها يا أُمي أنا إبنك الذي لازال لا يحتمل الإنتظار، و لكني أعي مرارة وعيها للوقت الذي تظل تَهِبَهُ حُلماً بي و هي تعلم تماماً أن النصيب لا علاقة له بأحلام اليقظة."

   -قُل لها بكُل ثقة، هيَّ تختلف و لكنها مثلي.. حتى أننا الإثنين لا نبكي إلا لوجع الأُمهات و فُراق الأصدقاء. قُل لها أنها يتيمة الأمان الذي لم يُسعفها الوقت لترتويه من ذاك الرجُل و الآن أصبحت تلتمِسهُ من كتاباتي.
   -أخبرها أنك لا تصلُح للزواج المُدبر لأنك أنت الذي يُعلِم البعض حقيقة مشاعره في 'الحُب و الإفتقاد'،  أخبرها أنك تنتظر تلك التي ستُحاوركَ بالأعيُن؛ فطالما كنت بالعينان مسحورٌ.. لا تخجل أن تُخبرها ما لقبوكَ به فأنت شاعر العيون! و لا تُبالي إن هِمتَ أمامها بشئ من شِعرك فذاك الحنان الذي تكتُب به في الأصل كان منها و هي مَنْ وهبتكَ إياه.

   -يا حبيبي، ...
      "أعلم، إنها المرة الأولى التي أُناديك فيها 'بحبيبي' و إعلَم أنتَ أنها عليَّ جداً مريرة.. طالما أنها لا تَمُر بمسامعك.
في الواقع، كُنت أنتظر لقاؤك حتى يعود لهذه الكلمة صدى، و لكني الآن فهمت أن هذا اللقاء قد لا يحدُث.  فدعني على الأقل ألفُظُها من بين شفتاي قبل أن يُعيقها حبيب آخر أو تحتكرُها قبلي زوجة."

لك بالنصيحة..
| "يا حبيبي أنت شاعِر
لا يُنسوكَ المحبة
ولا يُلائمكَ التَخلِي..
أنتَ شاعِر أنتَ شاعِر"

قُل لها يا أمي إني سوف أظلم تلكْ
و أظلمُني
و نَهوي بالسفينة حين يُلهِينا النزاع.
كيف لي أني أُهدي قلبي
للتي لن ترتوي من فيض حُبي
أو لا تُبالي حين أُهديها الضياع ؟!

يا أمي إني الآن وحدي قد أكون
و مَنْ معي قد هاجروا
و أظلُ أبكيهم كطفل بائسٍ
باع حِلمه للجنون
فلعلها ستُجَفِفُ الأدمُع،
كي يرافقَني السكون.

و قُل لها إن عارضتك..
بكُل أسفٍ 'أنا قد وعدت!'
إن ضِعتُ مني أن تكون لدربي نجمُُ،
بها قد أعود لأرضي حُراً
أو أضيعُ بدونها،
كي لا أعُد!
أنا شاعِرٌ..
لا يأبى أن يبدو وحيداً.. لن أمُت،
لكنني أءبى بِشِدة أن أُواصل دون حُب،
أو أواصِل دونها،
مَنْ قال إني قد مللت ؟!
بل أخشى يوماً فيه تبدو
بعد صبرٍ إنتُهِك،
لا أهيم بِحُبِها أو أُنادي إسمها
و أكون من شِعري سئمت.

يا أمي لم ألقى مراراً
أقوى من فُرقة أحبه و أصدقاء
فتخيلي...
كيف المرار لقلبها
إن عانقت ألم الفراق قبل اللقاء؟!
كيف الوداع يُعادي قلباً،
لم يُخبأ فيه لي غير الوفاء؟
لا تحزني..لا لن أُعيدكٍ للعناء
لكنني إن ما رضيتُ بغيرها
فحياتي لا معنى لها..
مني سلامٌ و عليّ..
طوعاً أُقودني للشقاء.
أمي ليتكِ تسمعين
من ذا أبوح لها بشِعري بعدها
من ذا تشاركني معاني الإحتواء؟!

عيناها يا أمي تواجه مُستحيل
لكنَ عزة نفسها و الدمعُ أعداءُُ،
و من زمنٍ طويل
و لأجلي سمحت للدِموع بأن تَمُر
في ليلةٍ..
ما عاد حُبها بالقليل!

أخبرها أنك تختلف.
"يا أمي إبنكٍ شاعرُ بين الرجال
أبناءه يأتونَ دوماً
من بقايا القلب و الشِعر المُقال
من تعازي شوقه و الإحتمال
أنا شاعِر بين الرِجال!
لن أدَّعي القول الجميل لغيرها
لا لن أُغازل دون عيناها مُحال
لن أُنجِبَ الأبناء دون مودةٍ
لن أُحتَضَن بيدي أُخرى،
ما زال لي ما بين أذرُعها مجال." |

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق